كَانَت بردة العابدة تنادي فِي جَوف اللَّيْل غارت النُّجُوم ونامت الْعُيُون وخلا كل حبيب بحبيبه وَقد خلوت بك يَا خير مَحْبُوب أفتراك تعذبني وحبك فِي قلبِي لَا تفعل يَا حبيباه
(إِن شِئْت سَأَلت دمع عَيْني عني ... يُخْبِرك بأنني أَسِير الْحزن)
(مِنْك الغفران والخطايا مني ... ظَنِّي حسن فِيك فحقق ظَنِّي)
يَا غافل الْقلب مَا هَذَا الْكَلَام لَك لَيْسَ على الخراب خراج لَا يعرف الْبر إِلَّا سائح وَلَا الْبَحْر إِلَّا سابح وَلَا الزِّنَاد إِلَّا قَادِح
(ضمنا يَوْم تنادوا للقا ... موقف يعرفهُ من عشقا)
لما عشقت اللبلابة الشّجر تقلقلت طلبا لاعتناق الرؤس ولثم الخدود فَقيل لَهَا مَعَ الكثافة لَا يُمكن فرضيت بالنحول فَالْتَفت فالتقت
(حبي والوجد أورياني سقما ... هَذَا جسمي يعد عظما عظما)
(دَعْنِي والشوق قد كفاني خصما ... يَا سهم الْبَين قد أصبت المرمى)