للمهيار
(آه والشوق مَا تأوهت مِنْهُ ... لليال بالسفح لَو عدن أُخْرَى)
(قلبوا ذَلِك الرماد تصيبوا ... فِيهِ قلبِي إِن لم تصيبوا الجمرا)
يَا هَذَا اذا رَأَيْت نَفسك متخيلة لَا مَعَ المحبين وَلَا مَعَ التائبين فابسط رماد الأسف واجلس مَعَ رَفِيق اللهف وَابعث رِسَالَة القلق مَعَ بريد الصعداء لَعَلَّه يَأْتِي بِالْجَوَابِ بكشف الجوى
(ولي زفرات لَو ظهرن قتلتني ... لشوق لييلاتي الَّتِي قد تولت)
(إِذا قلت هذي زفرَة الْيَوْم قد مَضَت ... فَمن لي بِأُخْرَى مثل تيك أظلمت)
(حَلَفت لَهُم بِاللَّه مَا أم وَاحِد ... إِذا دكرته آخر اللَّيْل أَنْت)
(وَمَا وجدا عرابية قد فت بهَا ... صروف النَّوَى من حَيْثُ لم تَكُ ظنت)
(تمنت أحاليب الرعاء وخيمة ... بِنَجْد فَلم يقدر لَهَا مَا تمنت)
(إِذا ذكرت مَاء العذيب وطيبه ... وَبرد حصاه آخر اللَّيْل حنت)
(لَهَا أنة وَقت الْعشَاء وأنة ... سحيرا فلولا أنتاها لجنت)
(بِأَكْثَرَ مني لوعة غير أنني ... أجمجم أحشائي على مَا أجنت)
نيران الْخَوْف فِي قُلُوب التائبين مَا تخبو وقلق المذنبين مِمَّا جنوا لَا يسكن وضجيج المحبين فِي جيوش الشوق مَا يفتر
(واها لزماننا الَّذِي كَانَ صفا ... أبْكِي مرضِي وَلَيْسَ لي مِنْهُ شفا)
(ذَابَتْ روحي وَمَا أرى غير جَفا ... هَذَا رمقي تسلموه بوفا)