(سقيا لمنزلة الْحمى وكثيبها ... إِذْ لَا أرى زَمنا كأزماني بهَا)
(مَا أعرف اللَّذَّات إِلَّا ذَاكِرًا ... هَيْهَات قد خلفت أوقاتي بهَا)
يَا من كَانَ لَهُ قلب فَانْقَلَبَ قيام السحر يستوحش لَك صِيَام النَّهَار يسْأَل عَنْك ليَالِي الْوِصَال تعاتبك
(أَيْن أيامك والدهر ربيع ... والنوى معزولة والقرب وَال)
يَا من كَانَ قَرِيبا فطرد يَا من كَانَ مشاهدا فحجب يَا عزيزي مَا ألفت الشَّقَاء فَكيف تصبر أصعب الْفقر مَا كَانَ بعد الْغنى وأوحش الذل مَا كَانَ بعد الْعِزّ وأشدهما على الْكبر يَا هَذَا بت بَيت الأخزان من قبل البيات وثب إِلَى المثيب وثبة ثبات وَلَا تجَاوز الجناب ودر حول الدَّار واستقبل قبْلَة التضرع وَقل فِي الأسحار
(قد قلق الْحبّ وَطَالَ الْكرَى ... وأظلم الجو وضاق الفضا)
(لَا يعطش الزَّرْع الَّذِي نبته ... بِصَوْت أنعامك قد روضا)
(إِن كَانَ لي ذَنْب تجرمته ... فأستأنف الْعَفو وهب مَا مضى)
(لَا تبر عودا أَنْت ريشته ... حاشى لباني الْمجد أَن يقضا)
(كَيفَ لَا أبْكِي لاعراض من ... أعرض عني الدَّهْر إِذْ عرضا)
(قد كنت أرجوه لنيل المنى ... فاليوم لَا أطلب إِلَّا الرِّضَا)
يَا من فقد قلبه وَعدم التحيل فِي طلبه تنفس من كرب الوجد فبريد اللطف يحمل الملطفات ريح الأسحار ركابي الرسائل ونسيم الْفجْر ترجمان الْجَواب
للمهيار
(فيا ريح الصِّبَا اقترحي ... على الأحشاء واحتكمي)