أخواني رحيل من رَحل عَنَّا نَذِير لنا عَنَّا وَمَا جرى على من تقدمنا وعظ لنا
للشريف الرضى
(مَا أسْرع الْأَيَّام فِي طينا ... تمْضِي علينا ثمَّ تمْضِي بِنَا)
(فِي كل يَوْم أمل قد نأى ... مرامه عَن أجل قد دنا)
(انذرنا الدَّهْر وَمَا نرعوي ... كَأَنَّمَا الدَّهْر سوانا عَنَّا)
(تعاشيا وَالْمَوْت فِي جده ... مَا أوضح الْأَمر وَمَا أَبينَا)
(وَالنَّاس كالأجمال قد قربت ... تنْتَظر الْحَيّ لَان يظعنا)
(تَدْنُو إِلَى العشب وَمن خلفهَا ... مقامر يطردها بالقنا)
(أَيْن الأولى شادوا مبانيهم ... تهدموا قبل انهدام الْبَنَّا)
(لَا معدم يحميه إعدامه ... وَلَا يقي نفس الْغَنِيّ الْغنى)
(كَيفَ دفاع الْمَرْء احداثها ... فَردا واقران اللَّيَالِي ثنى)
(حط رجال وركبنا الذرى ... وَعقبَة السّير لمن بَعدنَا)
(والحازم الرَّأْي الَّذِي يغتذي ... مستقلعا ينذر مستوطنا)
(لَا يَأْمَن الدَّهْر على غرَّة ... وَعز لَيْث الغاب أَن يؤمنا)
(كم غارس أمل فِي غرسه ... فاعجل الْمِقْدَار أَن يجتنى)