المدهش (صفحة 236)

الْفَصْل الثَّامِن وَالْعشْرُونَ

تيقظ لنَفسك يَا هَذَا وانتبه واحضر عقلك وميز مَا تشتبه أما هَذَا مَنْزِلك الْيَوْم وَغدا لست بِهِ

(إِذا مَا انجلى الرَّأْي فاحكم بِهِ ... وَلَا تحكمن بِمَا يشْتَبه)

(وَنبهَ فُؤَادك من رقدة ... فَإِن الْمُوفق من ينتبه)

(وَأَن كنت لم انتبه بِالَّذِي ... وعظت بِهِ فانتبه أَنْت بِهِ)

لقد أمكنت الفرصة أَيهَا الْعَاجِز وَلَقَد زَالَ الْقَاطِع وارتفع الحاجز أَيْن الهمم الْعَالِيَة وَأَيْنَ النجايز أما تخَاف هَادِم اللَّذَّات والمنى الناجز أما اعوجاج الْقَنَاة دَلِيل على الغامز أما الطَّرِيق طَوِيلَة وفيهَا المفاوز أما الْقُبُور قنطرة العبور فَمن المجاوز أما يَكْفِي فِي التنغيص حمل الجنايز أما الْعَدو محَارب فَهَل من مبارز أما الْأَمْن بعيد والهلك ناشز والقنا مشرع والطعن واخز تالله تطلب الشجَاعَة من بَين العجايز وتروم إصْلَاح فارك وتقويم ناشز إِن لم يكن سبق الصّديق فلتكن تَوْبَة مَاعِز مَا هَذِه الْغَفْلَة والبلى مصيرك وَكم هَذَا التواني فَلَقَد أودى تقصيرك أما صَاح بك فِي سلب نذيرك أَفلا تتأهب لقدساء تدبيرك

إب يَا شارد الطَّبْع من سفر الْهوى وأذب جامد الدمع بنيران الأسى لَعَلَّ شَفِيع الإعتراف يسئل فِي أَسِير الإقتراف نق عَيْنَيْك من عيوبك وخلص ذنوبك من بَحر ذنوبك وصن صندوق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015