المدهش (صفحة 205)

وَقد نصب لَك علم لَا تجوز فَمَا أسْرع مَا يدركك الطَّالِب وَمَا أعجل مَا تبلغ الْعلم أخواني هَذَا الْمَوْت غَدا يَقُول الرحيل غَد كَيفَ بكم إِذا صَاح إسْرَافيل فِي الصُّور بالصور فاسمع الْعِظَام البالية تَحت الْمدر فاجتمعت من بطُون السبَاع وحواصل الطير فَقَامَتْ تبْكي على فَوَات الْخَيْر وَسَار الْخَلَائق كلهم حُفَاة عُرَاة كل مِنْهُم مَشْغُول بِمَا عراه وَقد رجت الأَرْض وبست الْجبَال وذهلت الْعُقُول وشاب الْأَطْفَال

(أيا نفس حَقك إِن تجزعي ... وَيَا عين إياك أَن تهجعي)

(وَيَا أُذُنِي إِن دعَاك الْهوى ... فإياك إياك أَن تسمعي)

(وَبِاللَّهِ يَا جفن عَيْني القريح ... ضرج بفيض الدما أدمعي)

(وياكل جارحة لي عَلَيْك ... حفيظ فابكي ونوحي معي)

(يسير بِنَا الدَّهْر من مَوضِع ... ترحل عَنهُ إِلَى مَوضِع)

(إِلَى حَيْثُ لَا الْعين فِيهِ ترى ... وَلَا الْأذن إِن خاطبوها تعي)

(فيا ويلنا من طَرِيق هُنَاكَ ... طَوِيل بعيد المدى مسبع)

يَا أهل الذُّنُوب والخطايا ألكم صَبر على الْعقُوبَة {كلا إِنَّهَا لظى} إِذا شاهدت من اشْترى لَذَّة سَاعَة بِعَذَاب سِنِين {تكَاد تميز من الغيظ} من أَرَادَ أَن ينجو مِنْهَا فليتب {من قبل أَن يتماسا} كَيفَ أَمن العصاة {وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها} كَيفَ نسوا غب الزلل {وَمن يعْمل مِثْقَال ذرة شرا يره}

أخواني مثلُوا أهل الْجنَّة {يَوْم نحْشر الْمُتَّقِينَ} و {نورهم يسْعَى بَين أَيْديهم} وَمَعَهُمْ توقيع {لَا خوف عَلَيْهِم} فَلَمَّا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015