قطاع الطَّرِيق وَرجعت إِلَى بَيت الأسف بأعدال فارغة فَانْظُر لَعَلَّه تخلف فِيهَا شَيْء تعامل بِهِ فبقية عمر الْمُؤمن لَا قيمَة لَهُ
(سقيا لزماننا الَّذِي كَانَ لنا ... وافقرى أبعد ذَا الْفقر غنى)
(مر أسْرع مَا توقع الْبَين بِنَا ... واقرب منيتي وَمَا نلْت مني)
كَانَ فضَالة بن صَيْفِي كثير الْبكاء فَدخل عَلَيْهِ رجل وَهُوَ يبكي فَقَالَ لزوجته مَا شَأْنه قَالَت زعم أَنه يُرِيد سفرا بَعيدا وَمَاله زَاد
يَا هَذَا الْآخِرَة دَار سكانها الْأَخْلَاق الجميلة فصادقوا الْيَوْم سكانها لتنزلوا عَلَيْهِم يَوْم الْقدوم فَإِن من قدم إِلَى بلد لَا صديق لَهُ بِهِ نزل بالعراء يَا هَذَا فنى الْعُمر فِي خدمَة الْبدن وحوائج الْقلب كلهَا واقفة إنهض إِلَى التلافي قبل التّلف الكلف يداوي قبل أَن يصير بهقا والبهق يلاطف قبل أَن يعود برصا أما سَمِعت فِي بداية الزلل {إِذا مسهم طائف} وَفِي وَسطه {كلا بل ران على قُلُوبهم} وَفِي آخِره {أم على قُلُوب أقفالها} أَتَبْكِي على مَعَاصِيك والاصرار يضْحك أتخادع التَّوْبَة وَإِنَّمَا تَمْكُر بِدينِك
(رَأَيْت النَّاس خداعا ... إِلَى جَانب خداع)
(يعيشون مَعَ الذِّئْب ... ويبكون مَعَ الرَّاعِي)
وَيحك حصل كبريت عَزِيمَة قبع أَن تقدح نَار تَوْبَة وَقبل نزُول الْحَرْب تملأ الكمائن وَيحك لَا تطمع أَن تخرج إِلَى فضاء قَلْبك حَتَّى تتخلص من ربقات نَفسك كَيفَ لَا يفْتَقر إِلَى الرياضة لإِزَالَة الكدر من أول غذائه دم الطمث إبك على ظلام قَلْبك يضيء إِذا بَكت السَّحَاب إِلَى الربى تنسمت
يَا هَذَا تسمع بالكيمياء وَمَا رَأَيْته صَحَّ قطّ إجمع عقاقير التَّوْبَة فِي بوتقة الْعَزْم وأوقد تحتهَا نَار الأسى على مَا سلف فَإِن تصعد مِنْهَا نفس أَسف صَار نُحَاس نحوسك ذهب سَعَادَة أَتَرَى فِي بستاننا الْيَوْم