من لامك وَإِيَّاك والفتور فَإِنِّي أرى الدَّوَاء دوامك إطلب مَا شِئْت بالعزم وَأَنا زعيم لَك بالظفر من عزم على أَمر هيأ آلاته لما كَانَ شغل الْغُرَاب النّدب على الأحباب لبس السوَاد قبل النوح
(انفت شقة المهامة أَن تقطع ... إِلَّا بالشد والترحال)
(وأبى الْمجد أَن ينَال بِغَيْر الْجد ... فلتنتبه عقول الرِّجَال)
إِذا وَقعت عَزِيمَة الْإِنَابَة فِي قلب من {سبقت لَهُم منا الْحسنى} قلعت قَوَاعِد الْهوى من مسناة الأمل ركب ابْن أدهم يَوْمًا للصَّيْد وَقد نصب لَهُ فخ {يهْدِيهم رَبهم} حوله حب {يُحِبهُمْ} فصيد قبل أَن يصيد سمع هاتفا يَقُول مَا لهَذَا خلقت وَلَا بِهَذَا أمرت فَكَانَت تِلْكَ العظة شربة نقضت قولنج الْهوى يَا لَهُ من سهم أَلْقَاهُ عَن قربوسه وبوسه كَانَ رَاقِد الْفَهم فِي ليل الْغَفْلَة مَشْغُولًا بأحلام المنى فصيح بِهِ قُم فَقَامَ فَقيل لَهُ سر فاستقام
للشريف الرضى
(رأى على الْغَوْر وميضا فاشتاق ... مَا أجلب الْبَرْق لماء الأماق)
وعظه خطيب الْيَقَظَة فوصلت ملامته إِلَى سمع الأنفة فَنَهَضت حمية الرجولية يَا ابْن أدهم مبارزة الصَّيْد أول مَرَاتِب الشجَاعَة أفترضى أَن تستأسر لثعلب الْهوى يَا ابْن أدهم قَتلك حب الدُّنْيَا فثر لأخذ الثأر إِن كَانَت لَك عَزِيمَة يَا ابْن أدهم فَهَذَا الْكُمَيْت وَهَذَا الأدهم فصادف التحريض حريضا فَنَهَضَ
للشريف الرضى
(ذكرتماني طلب الْفَضَائِل ... أيقظتما مني غير غافل)
(قوما فقد مللت من إقامتي ... وَالْبيض أولى بِي من المعاقل)
(شنا بِي الغارات كل لَيْلَة ... وعوداني طرف العوامل)