سَمعك الْأَصْوَات فَهَل تسمع إِلَّا فلَانا مَاتَ أجل بَصرك فِي الفلوات فَهَل ترى إِلَّا الْقُبُور الدارسات
(قوض الْمَوْت طود عزهم الشامخ ... قسرا والدهر ذُو حدثان)
(واسترد الَّذِي أعَار وللايام ... ظهرا خشونة وليان)
(واذا صَاح صايح الْمَوْت فِي قوم ... غدوا كل وَاحِد فِي مَكَان)
يَا سَاكِنا مسكن من قد أزعج يَا شاربا فضلَة من شَرق تصحو فِي الْمجْلس سَاعَة من خمار الْهوى ثمَّ تسليك حميا الكاس هَيْهَات لَيْسَ فِي الْبَرْق اللامع مستمتع لمن يَخُوض الظلمَة كم أعطف عطفك بلجام العظة إِلَى عطفة الْيَقَظَة فَإِذا انْقَضى الْمجْلس عَاد الطَّبْع ثَانِي عطفه وتأبى الطباع على النَّاقِل يَا من قد لجج فِي لجة الْهوى قَارب السَّاحِل فِي قَارب دنا رحيل الرّفْقَة وَمَا اشْتريت للمير قوت لَيْلَة كلما جد اللّعب فتر النشاط فِي الْجد صحّح نقدة عَمَلك فقد انقرضت أَيَّام الْأُسْبُوع جود غزل عزمك فلربما لم تسَامح وَقت الْوَزْن صابر غبش الْعَيْش فقد دنا فجر الْأجر
إنتبه الإغتنام عمرك فكم يعِيش الْحَيَوَان مد بَحر الْقُدْرَة فَجرى بمراكب الصُّور فرست على سَاحل إقليم الدُّنْيَا فعاملت فِي موسم الْحَيَاة مُدَّة الجزر ثمَّ عَاد الْمَدّ فَرد الى برزخ الترب فقذف محَاسِن الْأَبْنِيَة فِي حفر اللحود وَسَيَأْتِي طوفان الْبَعْث عَن قرب فاحذر أَن تدفع دُونك سفينة النجَاة فتستغيث وَقت الْفَوْت وَلَا عَاصِم كَأَنَّك بك فِي قبرك على فرَاش النَّدَم وَأَنه وَالله لأخشن من الجندل
فازرع فِي ربيع حياتك قبل جدوبة أَرض شخصك وادخر من وَقت قدرتك لزمان عجزك وَاعْتبر رحلك قل رحيلك مُخَالفَة الْفقر فِي الْقَبْر إِلَى لَازم الْأَخْذ أَن تَقول نفس يَا حسرتا
يَا هَذَا مثل لنَفسك صرعة الْمَوْت وَمَا قد عزمت أَن تفعل حِينَئِذٍ وَقت الْأسر فافعله وَقت الْإِطْلَاق