البخاتي ميلًا إِلَى كَثْرَة الْعلف وَقع ببختها الذّبْح سَابق الطير مكرم والديك الحاذق بالصياح مُطلق إِذا صب فِي الْقنْدِيل مَاء ثمَّ صب عَلَيْهِ زَيْت صعد الزَّيْت فَوق المَاء فَيَقُول المَاء أَنا ربيت شجرتك فَأَيْنَ الْأَدَب لم ترْتَفع على فَيَقُول الزَّيْت أَنْت فِي رَضْرَاض الْأَنْهَار تجْرِي على طَرِيق السَّلامَة وَأَنا صبرت على الْعَصْر وطحن الرحا وبالصبر يرْتَفع الْقدر فَيَقُول المَاء أَلا أَنِّي أَنا الأَصْل فَيَقُول الزَّيْت إستر عيبك فَإنَّك لَو قارنت الْمِصْبَاح انطفأ
يَا بَعيدا عَن المجاهدة قد اقتسم الرعيل الأول النَّفْل أما ترى اسلاب الْهوى كَيفَ يَبِيعهَا أَرْبَابهَا فِي سوق الإفتخار بالنض {ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ}
يَا من قد انحرف عَن جادتهم كم أحركك بِسَوْط الشوق فِي شوط السُّوق سهم عزمك بِلَا ريش إِنَّمَا يَقع وَقت الرمى بَين يَديك يَا مخنث الْعَزِيمَة أقل مَا أبقى فِي الرقعة البيذق فَلَمَّا نَهَضَ تفرزن رأى بعض الْحُكَمَاء برذونا يَسْتَقِي عَلَيْهِ فَقَالَ لَو هملج هَذَا لركب مَتى هَمت أَقْدَام الْعِزّ بالسلوك إندفع من بَين يَديهَا مَا يسد القواطع وَمَتى هاب الغايص موج الْبَحْر لم يطمح لَهُ فِي نيل الدّرّ يَا من عقد عزمه بأنشوطة والهوى يمدها للْحلّ إِن عزفت من عزيمتك الثُّبُوت فِي صف المجاهدة وَإِلَّا فاحذر هتكة الْهَزِيمَة
كَانَ ذُو البجادين يَتِيما فَلَمَّا عَمه الْفقر كفله عَمه فنازعته النَّفس إِلَى الْإِسْلَام فهم بالنهوض فَإِذا بَقِيَّة الْمَرَض مَانِعَة فَقعدَ على انْتِظَار الْعم فَانْتهى الْمَرَض فَصَارَت الهمة عَزِيمَة فنفذ الصَّبْر فناداه صدق الوجد