المدهش (صفحة 153)

(يَا سايق الأظعان إِن مَعَ الصِّبَا ... خَبرا لَو أَنَّك للصبا تتَوَقَّف)

(هبت بعارفة تَسوق من الْحمى ... أرجا بريا أَهله يتعرف)

خُذ حَدِيث الْقَوْم جملَة واقنع بالعنوان كواكب هممهم فِي بروج عزائمهم سيارة لَيْسَ فِيهَا زحل نَامُوا فِي الدجى على مهاد القلق فَلَمَّا جن اللَّيْل جن الجذر فَاسْتَيْقَظت عين مَا تهنأت بطعم الرقاد

(كفى سائقا بالشوق بَين الأضالع ... لهيب اشتياق ثمَّ فيض مدامع)

فَرَكبُوا عيس الْقَصْد وركبوا الجادة فَلَمَّا غنت الحداة رنت الفلاة فأعربت أَبْيَات الشّعْر عَن أَبْيَات الشّعْر فعصفت ريَاح الزفرات من قلب المشوق فانقلع شكر الدمع فَلَو رَأَيْت وكف شؤونهم قلت قد انْقَطع شريان الْغَمَام هَذَا يُعَاتب نَفسه على التَّقْصِير وَهَذَا يتفكر فِي هول الْمصير وَهَذَا يخَاف من ناقد بَصِير منَازِل تعبدهم متناوحة وَفِي كل بَيت مِنْهُم نايحة تائبهم أبكى من متمم ومحبهم أتيم من مرقش ومشتاقهم أقلق من قيس وَكلهمْ قد بَات بلَيْل النَّابِغَة التائب يَقُول أَنا الْمقر على نَفسِي بالخيانة أَنا الشَّاهِد عَلَيْهَا بِالْجِنَايَةِ

(اعْفُ عني واقلني عثرتي ... يَا عتادي لملمات الزَّمن)

(لَا تعاقبني فقد عاقبني ... نَدم اقلق روحي فِي الْبدن)

(لَا تطير وسنا عَن مقلتي ... أَنْت أهديت لَهَا حُلْو الوسن)

(يَا حَبِيبِي بِلِسَان الْعَرَبِيّ ... ولسان الْفَارِسِي يَا دوست من)

والمتعبد يبكي على الفتور بكاء الثكلى بَين الْقُبُور وَينْدب زمَان الْوِصَال ويتأسف على تغير الْحَال

(قد كَانَ لي مشرب يصفو برؤيتكم ... فكدرته يَد الْأَيَّام حِين صفا)

والخائف يُنَادي لَيْت شعري مَا الَّذِي أسقطني من عَيْنك أقلت {هَذَا فِرَاق بيني وَبَيْنك}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015