حَيَّة تسْعَى أقل فعل لَهَا تمزيق الْعُمر بكف التبذير كالخرقاء وجدت صُوفًا أخل بهَا فِي بَيت الْفِكر سَاعَة وَانْظُر هَل هِيَ مَعَك أَو عَلَيْك نادها بِلِسَان التَّذْكِرَة يَا نفس ذهب عرش بلقيس وبلى جمال شيرين وتمزق فرش بوران وَبَقِي نسك رَابِعَة يَا نفس صابري عَطش الهجير يحصل الصَّوْم وتحزمي تحزم الْأَجِير فَإِنَّمَا هُوَ يَوْم
(جد فِي الْجد قد تولى الْعُمر ... كم ذَا التَّفْرِيط قد تدانى الْأَمر)
(اقبل فَعَسَى يقبل مِنْك الْعذر ... كم تبنى وَكم تنقض كم ذَا الْغدر)
يَا هَذَا ذرات الْوُجُود تستدعيك إِلَى الموجد ورسايل العتاب على انقطاعك مُتَّصِلَة فَمَا هَذَا التَّوَقُّف
(كم كم ذَا الهجر وافتراق الأحباب ... هَل بعد الْبعد للَّذي غَابَ إياب)
(كم قد خطت إِلَيْكُم الْكَفّ كتاب ... خلوا العتب ثمَّ مَا جَاءَ جَوَاب)
يَا هَذَا دبر دينك كَمَا دبرت دنياك لَو علق بثوبك مِسْمَار رجعت إِلَى وَرَاء لتخلصه هَذَا مِسْمَار الأضرار قد تشبث بقلبك فَلَو عدت إِلَى النَّدَم خطوتين تخلصت هَيْهَات صبي الْغَفْلَة كلما حرك نَام يَا مَجْنُون الْهوى أما مارستان الْعُزْلَة وَقيد الحمية ومعالجة سلاسل التَّقْوَى ومرافقة بشر ومعروف وَإِلَّا فمارستان جَهَنَّم فِي انكال الْعقُوبَة وصحبة ابليس لَا بُد من جرم عزم يُؤْخَذ بالحزم لينتصر من عايث الشره سُلْطَان الازم من رق لبكاء الطِّفْل لم يقدر على فطامه كل يَوْم تحضر الْمجْلس يقف لَك الشَّيْطَان على الْبَاب فَإِذا خرجت كَمَا دخلت قَالَ فديت من لَا يفلح وأسفي كم تطلب الْخضر وَمَا ترى إِلَّا الْيَأْس وَيحك أعرف مَا ضَاعَ مِنْك وابك بكاء من يدْرِي قيمَة الفايت وَصَحَّ فِي السحر
(إِن كَانَ عهود وصلكم قد درست ... فالروح إِلَى سواكم مَا أنست)
(أَغْصَان هواكم بقلبي غرست ... منوا بلقائكم وَإِلَّا يَبِسَتْ)