{يَوْمًا} ثمَّ رأى بَقِيَّة الشَّمْس نقية فاتقى بالورع ورطات الْكَذِب فَعَاد يتبع اوب {أَو بعض يَوْم} فَلَمَّا قَفَلُوا من سفر النّوم إِلَى ديار الْعَادة زَاد تقاضي الطَّبْع بالزاد فَخرج رئيسهم فِي ثوب متنكر فضلت مَعْرفَته الْمعَاهد فاقبل يتهم الْيَقَظَة فَمد إِلَى بَايع الطَّعَام بَاعه فَمَا بَاعه وَظن أَنه قد وجد كنزا وَلَقَد وجد كنز {وزدناهم هدى} فَحَمله الْقَوْم إِلَى الْوَالِي فَقَالَ إِنَّه لمالي فَمَا لكم وَمَالِي كُنَّا فتية أكرهنا على فتْنَة فخرجنا عَشِيَّة أمس فنمنا فِي بَاطِن كَهْف فَلَمَّا انتبهنا خرجت لابتاع لِلِاتِّبَاعِ قوت الْوَقْت فَسَار الْقَوْم مَعَه فِي عَسْكَر التَّعَجُّب فَسمع اخوانه جلبة الْخَيل فِي حلبة الطّلب فتجاوبوا بِأَصْوَات التوديع وَقَامُوا إِلَى صَلَاة مُودع فَدخل تمليخا فَقص عَلَيْهِم نبأهم فعادوا إِلَى مَوَاضِع الْمضَاجِع فوافتهم الْوَفَاة وَفَاتَ لقاؤهم وسدلت عَلَيْهِم حجاب الرعب كف {لَو اطَّلَعت}
اخواني لَيْسَ الْعجب من نَائِم لم يعرف قدر مَا مر من يَوْمه وَإِنَّمَا الْعجب من نَائِم فِي يقظة عمره
(أما وَالله لَو عرف الْأَنَام ... لما خلقُوا لما غفلوا وناموا)
(لقد خلقُوا لما لَو أبصرته ... عُيُون قُلُوبهم ساحوا وهاموا)
(ممات ثمَّ قبر ثمَّ حشر ... وتوبيخ وأهوال عِظَام)
(ليَوْم الْحَشْر قد خلقت رجال ... فصلوا من مخافته وصاموا)
(وَنحن إِذا أمرنَا أَو نهينَا ... كَأَهل الْكَهْف أيقاظ نيام)