(فَعَاد يستقري حشاه فَإِذا ... فُؤَاده من بَينهَا قد عدما)
(لم يدر من أَيْن أُصِيب قلبه ... وَإِنَّمَا الرَّامِي درى كَيفَ رمى)
طَاف على بَابه طَبِيب الألطاف فَأَرَادَ اسْتِخْرَاج النصل من بَاطِن الشغاف فَجَثَا على عتبَة عتابه باعتوبة {خصمان} فَقضى على نَفسه فِي صَرِيح {لقد ظلمك} فَبينا هُوَ يُلَاحظ لفظ الْقَضِيَّة المعا مَعًا مَعَاني الْمعاصِي فَفطن ففت بالفتى الفاتن فتن فتياه {وَظن دَاوُد أَنما فتناه} فَنزل عَن مركب الْعِزّ إِلَى مس مَسْجِد الذل وافترش فرَاش من قد اسا فِي دَار الأسا وخلع خلع الْفَرح لجلباب الْحزن وزر زرزر مانقة الْخَوْف على شعار القلق فاسكت الحمايم بنوحه وشغلها عَن صدحها بِصَوْتِهِ فَبَالغ حريق النَّدَم فِي سويدا قلبه واقلق الأفئدة بشجى شجنه وَمَات خلق كثير من الْحلق بترنم شجوه وصوته وَشرب عرق العشب من عين عينه وحشى سَبْعَة فرش رَمَادا ثمَّ رمى دَاء الحشا بعد أَن فرشها فرشها وَكَانَ يَقُول فِي مناجاته الهي خرجت أسأَل أطباء عِبَادك أَن يداووا لي جرح خطيئتي فكلهم عَلَيْك يدلني الهي أمدد عَيْني بالدموع وضعفي بِالْقُوَّةِ حَتَّى ابلغ رضاك عني
(يَا من تجنب صبري من تجنبه ... هَب لي من الدمع مَا أبْكِي عَلَيْك بِهِ)
(حَتَّى مَتى زفراتي فِي تصاعدها ... إِلَى الْمَمَات ودمعي فِي تصوبه)
(ولي فؤاد إِذا لج الغرام بِهِ ... هام اشتياقا إِلَى مقيا معذبه)
مازال يغسل الْعين من عين الْعين ولسان العتاب يَقُول يَا بعد اللقا وَكلما رفع قصَّة غُصَّة جَاءَ الْجَواب بِزِيَادَة الجوى وَهُوَ يستغيث وينادي حَتَّى أقلق الْحَاضِر والبادي
(إِن شفيعي إِلَيْك مني ... دموع عَيْني وَحسن ظَنِّي)
(فبالذي قادني دَلِيلا ... إِلَيْك الا عَفَوْت عني)