الغيب والشرائع والحكم، ومنهم من أعطاه كتابا، ومنهم من لم يعطه.
ينقسم الوحي باعتبار معناه المصدري إلى ما يأتي:
، إما في اليقظة: وذلك مثل ما حدث لموسى- عليه السلام- قال تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً ومثل ما حدث لنبينا «محمد» - صلوات الله وسلامه عليه- ليلة الإسراء والمعراج.
والسلف والمحققون من العلماء على أن موسى- عليه السلام- وغيره من الأنبياء كنبينا محمد- عليه الصلاة والسلام- قد سمع كلام الله حقيقة لا مجازا، والواجب علينا أن نؤمن بما ورد من صفة الكلام في القرآن والسنة الصحيحة من غير تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل.
وأما ما زعمه المعتزلة وموافقوهم، من أن معنى كونه متكلما: أنه خالق للكلام كما خلق الكلام في الشجرة لموسى- عليه السلام- فزعم باطل لمخالفته للقواعد اللغوية والشرعية، وأقوى دليل في الرد عليهم قول الله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً، فقد أجمع النحويون على أن الفعل إذا أكّد بذكر المصدر انتفى احتماله للمجاز.
وكذلك ما زعمه الأشاعرة من التفرقة بين الكلام النفسي، والكلام اللفظي المسموع، وأن الأول قديم دون الثاني، فزعم باطل أيضا، ترده النصوص المتكاثرة من القرآن الكريم القطعي المتواتر، والسنة الصحيحة المتكاثرة وأظهر دليل في الرد عليهم قول الله تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ [التوبة: 6].
والإجماع على أن المراد بكلام الله في الآية هو القرآن الكريم، والآية غير محتملة للتأويل قطعا.
وإما في المنام: كما في حديث «معاذ» مرفوعا: «أتاني ربي، فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى .. » الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي