وأخرج حكيم بن سعد أن رجلا من المحكمة أتى عليّا، وهو في صلاة الصبح فقال: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ (?) فأجابه في الصلاة: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (60) (?).
وقال غيره: يكره ضرب الأمثال من القرآن صرح به من الشافعية العماد البيهقي تلميذ البغوي كما نقله ابن الصلاح في فوائد رحلته.
الثاني: التوجيه بالألفاظ القرآنية في الشعر وغيره، والتلويح بها في معانيها القرآنية، وهو جائز- كما قال السيوطي- بلا شك، قال: وروينا عن الشريف تقي الدين الحسيني أنه لما نظم قوله:
مجاز حقيقتها فاعبروا ... ولا تعمروا هونوها تهن
وما حسن بيت له زخرف ... تراه إذا زلزلت لم يكن
خشى أن يكون ارتكب حراما لاستعماله هذه الألفاظ القرآنية في الشعر فجاء إلى شيخ الإسلام تقي الدين ابن دقيق العيد يسأله عن ذلك، فأنشده إياهما، فقال له: قل وما حسن كهف .. فقال يا سيدي أفدتني، وأفتيتني.
قال الزركشي في كتابه البرهان: لا يجوز تعدي أمثلة القرآن ولذلك أنكر على الحريري قوله: «فأدخلني بيتا أحرج من التابوت وأوهى من بيت العنكبوت». وأي معنى أبلغ من معنى أكده الله من ستة أوجه حيث قال: وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ فأدخل إن، وبنى أفعل التفضيل وبناه من الوهن، وأضافه إلى الجمع، وعرف الجمع باللام وأتى في خبر إن باللام.
والإنكار على الحريرى غير متجه؛ فقد قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها والآية تحتمل معنيين أحدهما: