وهي آراء على سبيل الاستحباب لا على سبيل الإلزام، ولا أدري ما وجه تفرقة ابن المبارك بين الشتاء والصيف، ويسن صوم يوم الختم، أخرجه ابن أبي داود عن جماعة من التابعين، ويستحب أن يحضر أهله وأصدقاؤه، أخرج الطبراني عن أنس أنه كان إذا ختم القرءان جمع أهله ودعا. وأخرج ابن ابي داود عن الحكم بن عتيبة قال: أرسل إليّ مجاهد، وعنده ابن ابي أمامة وقالا: إنا أرسلنا إليك، لأنا أردنا أن نختم القرآن، ويقول: عنده تنزل الرحمة.
يستحب التكبير من الضحى إلى آخر القرآن، وهي قراءة المكيين، والدليل على هذا ما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان وابن خزيمة من طريق ابن أبي بزة قال: سمعت عكرمة بن سليمان قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله المكي فلما بلغت الضحى قال: كبر حتى تختم، فإني قرأت على عبد الله بن كثير فأمرني بذلك، وقال: قرأت على مجاهد فأمرني بذلك، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك، وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب، فأمره بذلك، كذا أخرجناه موقوفا، ثم أخرجه البيهقي من وجه آخر عن ابن أبي بزة مرفوعا، وأخرجه من هذا الوجه- أعني المرفوع- الحاكم في مستدركه، وصححه، وله طرق كثيرة عن البزي وعن موسى بن هارون قال: قال لي البزي: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك، قال الحافظ عماد الدين بن كثير وهذا يقتضي تصحيحه للحديث.
وقد اختلفت وجهة العلماء في السر في هذا التكبير، فروى أبو العلاء الهمداني عن البزي، أن الأصل في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم انقطع عنه الوحي فقال المشركون: قلا محمدا ربّه، فنزلت سورة الضحى، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير: ولم يرد ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف.
وقال الحليمي: نكتة التكبير التشبيه للقراءة بصوم رمضان، إذا أكمل