القدامى، بل أضيفت مباحث أخرى، فقد جدت بعض المباحث، مثل ترجمة القرآن إلى اللغات الأجنبية، وقد تناولها العلماء بالبحث ما بين مجوز ومانع، وألفوا في الانتصار
لآرائهم الكتب والرسائل، وكذلك جدت بعض الشبه التي أوردها القسس والمستشرقون، ومتابعوهم من الكتّاب المعاصرين، فرأى الغيارى المخلصون من علماء «الأزهر» وغيرهم أن يناهضوا هذه الحركة الهدامة، التي تتعرض لأقدس ما يقدسه المسلمون، وهو «القرآن الكريم» فوضعوا في الرد على هؤلاء الطاعنين بعض الكتب والرسائل وبذلك أضيفت إلى مباحث هذا العلم مباحث أخرى جديدة، وتضخمت هذه الثروة العلمية أكثر من ذي قبل، ومن هؤلاء الذين حملوا شرف الدفاع عن القرآن الكريم الأستاذ الأكبر الشيخ محمد الخضر حسين- رحمه الله- أحد شيوخ الجامع الأزهر الشريف في العصر الأخير، فقد ألف كتابا قيما في الرد على الدكتور طه حسين فيما ذكره في كتابه «الشعر الجاهلي» من شبهات على القرآن الكريم، وقد فند شبهاته التي أوردها مع العفة في القول، والأصالة في النقد كما هو شأن العلماء الراسخين، وكذلك صنع العالم الكبير الأستاذ الشيخ محمد عرفة- مد الله في عمره (?) - في الرد على الدكتور طه فيما كان يلقيه على طلاب الجامعة من محاضرات فيها طعون على القرآن الكريم، وألف في ذلك كتابا صغير الحجم، ولكنه جم الفائدة، وسماه «نقد مطاعن القرآن».
في هذا العصر ألفت كتب في «علوم القرآن» بعضها شامل لجميع أنواعه أو لجلها، وبعضها في بعض أنواعه ومباحثه، وبعضها سلك فيه مؤلفه مسلك الإطناب والاستقصاء، وبعضها متوسط؛ وبعضها قصير.
فمن المؤلفات التي اشتملت على كثير من أنواعه: كتاب «التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن» للعلامة المغفور له الشيخ «طاهر الجزائري»،