ينقسم القرآن الكريم من حيث سبب النزول وعدمه إلى قسمين:
1 - ما نزل ابتداء من غير سبق سبب نزول خاص، وهو كثير في القرآن الكريم، وذلك مثل الآيات التي اشتملت على الأحكام والآداب، التي قصد بها ابتداء هداية الخلق
وإرشادهم إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة.
2 - ما نزل مرتبطا بسبب من الأسباب الخاصة، وهو موضوع بحثنا الآن، وليس من قصدنا في هذا المبحث استيعاب آيات القرآن، التي نزلت لأسباب خاصة وذكر أسبابها، إنما قصدنا ذكر مباحث كلية تعين على تفسير كتاب الله، ومعرفة القواعد والاصطلاحات في هذا الباب.
وقد ألف في أسباب النزول على سبيل التفصيل جماعة، منهم «علي ابن المديني» شيخ البخاري، ومنهم «الواحدي» و «ابن حجر» و «السيوطي» وله في ذلك كتاب حافل سماه «لباب النقول في أسباب النزول»، وهو مطبوع على هامش تفسير الجلالين.
سبب النزول: هو ما نزلت الآية أو الآيات متحدثة عنه، أو مبينة لحكمه أيام وقوعه.
والمعنى: أن حادثة وقعت، أو سؤالا وجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزل الوحي بتبيان ما يتصل بهذه الحادثة، أو بجواب هذا السؤال، وذلك مثل حادثة «خولة بنت ثعلبة» التي ظاهر منها زوجها «أوس بن الصامت» فنزلت بسببها آيات الظهار (?)، ومثل ما حدث بين الأوس والخزرج من خصومة، بسبب تأليب أحد اليهود العداوة بينهما، فقد نزل عقبها قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ