والطريقة التي عالجت بها تلك الصحافة أخبار السلوك الجنسيّ عند رجال الدين الإنجليز, في الفترة نفسها؛ ليشهد أن الصحافة البريطانية أولت كل اهتمامها للموضوع الأخير, بقصد إهمال الموضوع الأول, على الرغم من أنه خطير, وهنا لا يجد القارئ صعوبة ما في اكتشاف الطريقة التي يتكون بها الرأي العام في بلد من بلاد الديمقراطيات الرأسمالية كانجلترا.

الحق أن الصحافة مرآة الآمة، ولسانها الناطق بأفكارها وآرائها, ورغباتها وحاجاتها، وآلامها وآمالها، ومن هنا جاءت قوتها، وقد أطلق الناس عليها اسم: "السلطة الرابعة" -أي: أنها رابعة السلطات الثلاث المعروفة، التي هي السلطة التشريعية، والسلطة القضائية، والسلطة التنفيذية- وطريق الصحافة إلى كل ذلك هو التحرير, أعنى: تحرير الخبر أو المقال, وهما مادتا الصحف على اختلاف ألوانها ونزعاتها.

ولتكوين الرأي العام في ذاته وسليتان هامتان هما:

الكلمة المطبوعة، والكلمة المسموعة، ولكل من هاتين الوسيلتين مجالات تظهر فيها:

فالكلمة المطبوعة تظهر في الصحيفة وفي المجلة، وهما مدرستا الشعب, وصاحبتا الفضل الأول فيما يصيبه من تطورات سياسية واجتماعية واقتصادية، كما تظهر الكلمة المطبوعة في الكتاب، وفي اللافتات، وفي الملصقات، وفي شتّى ضروب الإعلان.

وتظهر الكلمة المطبوعة أيضًا في أجهزة استقبال الأخبار TICKصلى الله عليه وسلمRS، وهي الأجهزة التي تقوم عليها وكالات الأنباء، وعلى هذه الأخيرة تعتمد الصحف في حصولها على الأخبار الهامة وغير الهامة, هنا وهناك.

أما الكلمة المسموعة: فتظهر في الراديو والتليفزيون، وهما آلة الدهماء في أغلب الأحيان؛ لأن الخاصة ليس لديها من الوقت ما تنفقه في الجلوس إليهما, واستيعاب الجزء الأكبر من منهج كل منهما اليوميّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015