الكاتب يتوخى في هذه الأعمدة أن تنشر بجوار البضائع المعلن عنها في الصحيفة، فكان لهذه الطريقة أثر فعليٌّ في رواج البضاعة، وأقبل القراء على قراءة الأعمدة الإعلانية العجيبة، ولم لا يفعلون ذلك، وقد بدأهم في هذه الأعمدة بالحديث عن الديموقراطية، والحرية، والصحافة، وما إليها1.
ألا ما أبرع الصحافة، وما أذكى كتابها، ومحرريها، والقائمين على إدارتها وإخراجها للجمهور القارئ!
وقريبًا تتقدم الصحف في مصر، وتبلغ الحد الذي تصبح فيه قادرةً على شراء حق نشر الأعمدة المشهورة في العالم، كما أصبحت -منذ وقت قريب- قادرة على الحصول -عن طريق وكالات الأنباء- على جميع أخبار هذا العالم.
والصحافة المصرية على هذا الوجه المنشود تصبح عملًا إنسانيًّا، وعملًا فنيًّا، وعملًا تجاريًّا في وقت معًا.
لقد رأيت مما سبق أن العمود الصحفيّ أنواع كثيرة، ولا نستطيع في هذا الكتاب أن نختص كل موضوع منها يحث معين، فلنكتف إذن بنوعين فقط من الأنواع, على سبيل المثال، هما: عمود الموضوعات الإنسانية، وعمود الرياضة والفنون2, وسنفرد لكلٍّ منهما فصلًا برمته فيما يلي: