ربما كان "الجاحظ" أول كاتب إسلاميٍّ عالج فن "الكاريكاتور" في تاريخ النثر العربيِّ، ولقد ترك لنا الجاحظ أعظم رسالةٍ أدبيةٍ كتبت في هذا الفن، ولعلها أعظم رسالةٍ إلى اليوم، فنحن لا نعلم لها نظيرًا فيما كتبه أهل هذا الفن -سواء في الأدب أو في الصحافة- حتى اليوم.
وموضوع رسالة الجاحظ هو السخرية من كاتب من كتاب الديوان اسمه "احمد بن عبد الوهاب" كتب فيه الجاحظ رسالة أربت على خمسين صفحة من القطع الكبير، وتفنن فيها الكاتب ألوانًا كثيرة جدًّا من التفنن في السخرية والنقد.
ولا يتسع المقام لذكر شيء عن هذه الرسالة التي كتبها الجاحظ1, وإن كنا نعتقد أن هذا الكاتب العباسيّ الكبير -يعتبر بحق- واضعًا لأساس الكاريكاتور في الأدب العربيِّ.
ومنذ ظهرت الصحافة الشعبية في مصر، في النصف الثاني من القرن الماضي, وكانت الصحافة في ذلك الوقت مماثلة للأدب في جمال الأسلوب؛ نبغ من رجال الأدب والصحافة كثيرون؛ من أشهرهم في فن الكاريكاتور إبراهيم المويلحي صاحب: "مصباح الشرق".
وفي ذلك يقول الأستاذ عبد العزيز البشري2: " ... ولقد كان هذا من مصباح الشرق الأصل الثابت لهذا اللون من النقد