وصنوفه، من عقيدة، وتفسير، وحديث، وأصول، وعربية ...
وكان كلامه في العلم يشد كل من سمعه، حتى يُخيل للسامع أن الشيخ أفنى عمره في ذلك الفن ولا يُحسن غيره!
وهذه ليست من المبالغة في شيء، ومن قرأ كتابه "الرحلة"، أو سمع شيئًا من محاضراته ومناظراته، سواء في المدينة النبوية، أو ما سُجِّل له إبَّان زيارته لعشر دول إفريقية على رأس وفد من الجامعة، عرف حقيقة ما ذكرت، كما أن دروسه المُسجَّلة في التفسير أكبر شاهد على ذلك.
ولقد صدق (رحمه الله) حينما قال: "لا توجد آية في القرآن إلا درستها على حِدَة" ا. هـ.
وقال: "كل آية قال فيها الأقدمون شيئًا فهو عندي"! !
ولما قال له أحد الأشخاص: "إن سليمان الجمل -صاحب حاشية الجمل على الجلالين- لم يقل هذا". قال: "أحلف لك بالله أني أعلم بكتاب الله من سليمان الجمل بكذا؛ لأني أخذت المصحف من أوله إلى آخره، ولم تبق آية إلا تتبعت أقوال العلماء فيها، وعرفت ما قالوا".
وكان (رحمه الله) يحفظ من أشعار العرب وشواهد العربية الآلاف المؤلفة من الأبيات، كما كان يحفظ أكثر أحاديث الصحيحين، وألفية ابن مالك، ومراقي السعود، وألفية العراقي، وغير ذلك من المنظومات في السيرة النبوية، والغزوات، والأنساب، والمتشابه من