الْأَصْبَهَانِيّ وَكَانَ من أَصْحَابنَا وَحكي عَنهُ فِي الْمَقْصد الأرشد أَنه قَالَ طفت الشرق والغرب مرَّتَيْنِ وَلم أسمع من المبتدعين حَدِيثا
توفّي سنة نَيف وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَكتابه هَذَا فِي سَبْعَة أَجزَاء وَابْن مَنْدَه اثْنَان وهما من أَصْحَابنَا
أَولهمَا هَذَا
وَالثَّانِي الإِمَام الْحَافِظ صَاحب التصانيف الْكَثِيرَة الَّتِي مِنْهَا تَارِيخ أَصْبَهَان ومناقب الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ مُجَلد كَبِير وَفِيه فَوَائِد حَسَنَة
قَالَ فِي أَوله وَمن أعظم جهالتهم يَعْنِي المبتدعة وغلوهم فِي مقالتهم وقوعهم فِي الإِمَام المرضي إِمَام الْأَئِمَّة وكهف الْأمة نَاصِر الْإِسْلَام وَالسّنة وَمن لم تَرَ عين مثله علما وزهدا وديانة وإمامة إِمَام أهل الحَدِيث أبي عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل الشَّيْبَانِيّ قدس الله روحه وَبرد عَلَيْهِ ضريحه الإِمَام الَّذِي لَا يجارى والفحل الَّذِي لَا يُبَارى وَمن أجمع أَئِمَّة الدّين رضوَان الله عَلَيْهِم وَرَحمته فِي زَمَانه على تقدمه فِي شَأْنه ونبله وعلو مقَامه ومكانه وَالَّذِي لَهُ من المناقب مَا لَا يعد وَلَا يُحْصى قَامَ لله مقَاما لولاه لجهم النَّاس ولمشوا على أَعْقَابهم الْقَهْقَرَى ولضعف الْإِسْلَام واندرس الْعلم وَلَقَد صدق الإِمَام أَبُو رَجَاء قُتَيْبَة بن سعيد حَيْثُ قَالَ إِن أَحْمد بن حَنْبَل فِي زَمَانه بِمَنْزِلَة أبي بكر وَعمر فِي زمانهما وَأحسن من قَالَ لَو كَانَ أَحْمد فِي بني إِسْرَائِيل لَكَانَ آيَة أعاشنا الله على عقيدته وحشرنا يَوْم الْقِيَامَة فِي زمرته وَحين وقفت على سرائر هَؤُلَاءِ وخبث اعْتِقَادهم فِي هَذَا الإِمَام قصدت لمجموع نبهت فِيهِ على بعض فضائله ونبذه من مناقبه وَذكرت طرفا مِمَّا منحه الله من الْمنزلَة الرفيعة والرتبة الْعلية فِي الْإِسْلَام وَالسّنة مَعَ أَنِّي لست أَدْرِي لنَفْسي أَهْلِيَّة لذَلِك وَأَن الْمَشَايِخ الماضين رَحِمهم الله تَعَالَى قد عنوا بجمعه فشفوا لكني أردْت أَن يبْقى لي بِجمع مناقبه ذكر وَأَن أكون مشرفا فِيمَا بَين أهل الْعلم من أهل السّنة بانتسابي