وقد تعددت مناهج البحث اللغوي عند علماء اللغة، وتمخضت بحوثهم عن ثلاثة مناهج مختلفة: المنهج الوصفي، والمنهج التاريخي، والمنهج المقارن. ولكل منهج من هذه المناهج أنصار يدعون له، ويغضون من شأن المناهج الأخرى، ولكننا مع ذلك نرى أن كل منهج منها يؤدي غرضا لا يؤديه غيره، وإن مال الميزان في العصر الحديث مع المنهج الوصفي، وتعددت طرائقه وتشعبت مسالكه.
ولكن هذه اللغة التي جند لها العلماء كل هذا الحشد الهائل من الدراسات والبحوث، لم تسفر بعد عن طريقة نشأتها عند الإنسان الأول، رغم كثرة النظريات والمذاهب اللغوية، حول هذه النشأة.
وهذا الكتاب مدخل إلى كل هذه القضايا اللغوية، توخيت فيه الإحاطة والإيجاز، ولم أغفل جهد السابقين الأوائل من علمائنا العرب، أو أسرف في النقل عن المحدثين من علماء الغرب. وقد أوليت فيه تطبيقات المنهج المقارن عناية خاصة. وفي النية أن تكون لتطبيقات المناهج الأخرى، مساحة في هذا الكتاب في طبعة أخرى بعون الله تعالى.
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.
د. رمضان عبد التواب