والتغيرات التي أصابت اللغة العربية، في الأماكن المختلفة التي غزتها، وعن مدى انتشارها وتأثرها بالمراكز الثقافية، وتنوع مفرداتها، إلى غير ذلك من المكتشفات، التي لا يمكن أن تتم، إلا إذا جمعت هذه المواد. إنه سيكون عملا ثقافيا من الطراز الأول، وسيكون تحقيقه عنوان مجد وفخار في تاريخ الثقافة العالمية"1.

ولا تنطوي دراسة اللهجات على فوائد لغوية فحسب، بل إنها تفيد المؤرخين وعلماء النفس والاجتماع، على حد سواء، ويمكن لذلك أن يستعان بالأطالس اللغوية، على هذه الدراسات التاريخية، والنفسية، والاجتماعية، على أساس أمتن وأشمل. وفي هذا يقول "يود" Jud وهو أستاذ سويسري متخصص في اللغات الرومانية وهي: الفرنسية والإسبانية والإيطالية: "من المستحيل أن يكتب تاريخ صحيح للشعب الفرنسي أو الإيطالي أو الإسباني، إلا إذا عرفت اللغات المحلية في تلك البلاد، ودرست دراسة عميقة. تلك حقيقة خطيرة، أصبحت مقررة معروفة"2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015