حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي جَمْرة قال: كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس، فأتته امرأة تسأله عن نبيذ الجَرّ، فذكر الحديث، قال: فقال عند ذلك: إن وفد عبد القيس أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من الوفد؟ "، أو: "من القوم؟ "، قالوا: ربيعة، قال: "مرحبًا بالقوم"، أو: "بالوفد، غيرَ خزايا ولا ندامى".
قالوا: يا رسول الله، إنا نأتيك من شُقّة بعيدة، وإن بيننا وبينك هذا الحيَّ من كفار مُضَر، وإنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهرٍ حرامٍ، فمرنا بأمر فَصْلٍ نخبرُ به مَن وراءنا وندخل به الجنة، قال: فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع، أمرهم: بالإيمان بالله وحده، وقال: "هل تدرون ما الإيمان بالله؟ "، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، وصوم رمضان، وأن تُعطوا الخُمُسَ من المغنم"، ونهاهم عن: الدُّباء، والحَنْتم، والمُزَّفت، قال شعبة: وربما قال: النقيَّر، وربما قال: المقير، فقال: "احفظوه وأخبِروه مَنْ وراءكم".
رواه البخاري ومسلم في "الصحيح"، عن محمد بن بشار، ورواه البخاري عن علي بن الجعد (?).
223 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، حدثنا أبو عبدالله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا السَّرِيّ بن خزيمة، حدثنا