أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار: أن رجلًا قبّل امرأته وهو صائم، فوجد من ذلك وجدًا شديدًا، فأرسل امرأته تسأل عن ذلك، فدخلتْ على أم سلمة أم المؤمنين، فأخبرتها، فقالت أم سلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، فرجعت المرأة إلى زوجها فأخبرته به، فزاده ذلك شرًا، وقال: لسنا مثلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُحِلُّ الله لرسوله ما يشاء.
فرجعت المرأة إلى أم سلمة، فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بالُ هذه المرأة؟ "، فأخبرته أم سلمة، فقال: "ألاَ أخبرتيها أني أفعل ذلك؟ "، فقالت أم سلمة: قد أخبرتها، فذهبت إلى زوجها فأخبرته، فزاده ذلك شرًا، وقال: لسنا مثلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُحِلّ الله لرسوله ما شاء، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "والله إني لأتقاكم لله، وأعلمكم بحدوده".
قال الشافعي: وسمعت من يَصِل هذا الحديث، ولا يحضُرني ذكر من وصله.
قال الشافعي: وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرتيها أني أفعل ذلك؟ ": دلالةٌ على أن خبر أم سلمة عنه مما يجوز قبوله، لأنه لا يأمرها بأن تخبر عنه إلا وفي خبرها ما تكون به الحجة لمن أخبرتْه، وهكذا خبر امرأته إن كانت من أهل الصدق عنده.