ويقدر بعض العلماء أن فترة الجمع والالتقاط قد استمرت مدة طويلة جدًّا استغرقت ما بين 98-99% من فترة وجود الإنسان على سطح هذا الكوكب.
وتقدم الإنسان خطوة أخرى على درب حضارته الطويل، فاهتدى إلى استئناس الحيوان وكان الكلب هو أول ما استأنسه الإنسان1، ثم بدأت الحيوانات الأخرى تتوالى في أسر الاستئناس، ويقدر عدد الحيوانات التي استأنسها الإنسان ببضعة وأربعين نوعًا. وكان نتيجة استئناس الحيوانات أن أصبح الإنسان حريصًا على حيواناته يحافظ عليها بعد أن كان يطاردها، وهكذا أصبح غذاؤه متوافرًا إلى حد ما، مما أدى إلى زيادة عدد سكان العالم حتى وصل إلى 20 مليونًا في نهاية العصر الحجري الحديث كما قدر العلماء.
وتعزى زيادة السكان في العصر الحجري الحديث إلى اكتشاف الزراعة، ويعد هذا الاكتشاف ذا أثر مهم في حياة الإنسان، إذ إنه اكتشف الاستقرار والتعاون والاطمئنان مع اكتشاف الزراعة، ولم يعد الإنسان يعيش تحت رحمة الحيوان صيدًا أو رعيًا، مطاردًا أو مصاحبًا، بل اعتمد على مساحة من الأرض تعطي الزرع سنويًّا فأصبح مورد الغذاء ثابتًا مضمونًا ومتجدداً ويفي بحاجات عدد كبير من البشر.