ولقد مرت علاقة الإنسان ببيئته بتطورات كثيرة بدأت منذ مئات الآلاف من السنين حين كان الإنسان مجرد جامع لثمار النبات وأوراقه وجذوره، وفي هذه المرحلة لم يتعد أثر الإنسان أثر آكلات العشب، ثم تحول الإنسان إلي صائد قناص للحيوانات فأضحى أثره شبيهًا بآكلات اللحوم، تلت ذلك مرحلة استقرار وزراعة، أي مرحلة إنتاج للطعام بعد أن كان مجرد مستهلك، وفي تلك المرحلة أحدث الإنسان بعض تغيرات في بيئته لكنها لم تضر البيئة، ثم جاءت مرحلة الصناعة واستخدام المواد الكيماوية وتلويث الجو بأدخنة المصانع فظهرت مشكلات بيئية عديدة.1

إن الإنسان بطبيعته لا يستطيع العيش بعيداً عن موارد رزقه وعن أفراد جنسه، وبما أن موارد الرزق ليست موزعة بالتساوي على سطح كوكب الأرض فإننا نجد بنى البشر يكثرون في مناطق ويقلون أو ينعدمون في مناطق أخرى. ويختلف تأثيرهم في بيئاتهم تبعًا لأعدادهم وأساليب استغلالهم لموارد البيئة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015