التي اشتقت منها التربات، ويتضح تأثير مادة الاشتقاق بشكل كبير في قوام أو نسيج التربة Texture Soil وما تحتويه من عناصر معدنية. وحيث تكون الصخور الأصلية خشنة وذات حبيبات من الكوارتز مثل الغرانيت أو الحجر الرملي فإن التربة تصبح ذات قوام خشن، ويتحكم قوام التربة من حيث حجم الحبيبات في حركة تسرب الماء. كما أن تركيب التربة الكيماوي والمعدني يتحكم في نمو النباتات الطبيعية.

ولما كانت التربة من أهم العوامل المؤثرة في توزيع النباتات الطبيعية محليا، فإننا نجد أن المناطق الصخرية خالية من النباتات، كما أن مناطق السبخات والتربات الملحية لا تنمو فيها إلا بعض النباتات ذات القدرة على تحمل ملوحة التربة، ولكل نوع من التربات نباتاتها المعينة سواء أكانت التربات رملية أم جيرية أم طينية، وتؤثر النباتات الطبيعية من جهة إلى أخرى في تكوين التربة. فالتربة الحمراء المعروفة باسم تربة اللاترايت Laterite يرتبط وجودها بالأقاليم المدارية والاستوائية الرطبة الغزيرة المطر. وأول ما أطلقت تسمية اللاترايت أطلقت على نوع أحمر من التربات بالهند، وتسود تربات البودزول Podzol في المناطق التي تغطيها الغابات المخروطية. أما التربة السوداء المعروفة باسم تشرنوزم Chernozem 1 فيقترن وجودها بنطاق الحشائش. وهذه التربة خصبة سوداء لما بها من مواد عضوية.