قالَ الرادّ: وإنما يُجمع هذا النوع من الصفات مُكَسَّرًا، إلَّا أَنْ يُزالَ شيء منه عن موضعه، فيجعل اسمًا غير صفة، فيجوز أنْ يُجمع حينئذٍ جمع السلامة، كما جاء: (ليسَ في الخضراوات صدقةٌ) (?) لأنهم جعلوا الخضراء اسمًا لهذا النوعِ من النباتِ. وكما قالوا: الحمراوات لمواضع معروفة، أشهرها: حمراء الأسد (?)، وهي قريبة من المدينة، وكما جمعوا بَطْحاء على بطحاوات، لأنَّهم استعملوها استعمال الأسماء فجمعوها جمعها (?).

ولو سَمَّيْتَ رجلاً بأحمر أو أسود لقلتَ في جمعه: الأحمرون والأسودون، والأحامر والأساود. فأمَّا في الصفةِ فيُجمع على فُعْل وفُعْلان كحُمْر وحُمران، وسُود وسُودان، وأُدْم وأُدْمان.

وقد قالَ بعضُهم للأَدماءِ من الظِّباءِ: أُدْمانة، قالَ ذو الرُّمَّةِ (?):

لأُدْمانةٍ مِلْوَحْشِ بينَ سُوَيْقَةٍ ... وبينَ الجبالِ العُفْرِ ذاتِ السَّلاسِل

وعابَ الأصمعيُّ (?) هذا على ذي الرُّمَّةِ، وقال: يُقالُ: آدم وأُدْمان، وأحمر وحُمْران، فأُدمانة خطأٌ لأَنَّهُ جعله واحدًا وهو جمعٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015