فلا حُجَّةَ له فيه، لأنَّ البنائِقَ هنا اللَّبَنُ، وهي إحدى رِقاعٍ القميصِ، كما قدَّمنا. وليسَ فْي البيتِ دليلٌ على أَنَّهُ لا يُقالُ: بَنِيقة إلَّا لِلِبنَةِ القميص فقط.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ (?): بنائقُ القميصِ هي التي تُسَمَّى الدَّخاريص، والواحدةُ: دِخْرَصَةٌ، فارسيٌّ مُعَرَّبٌ.
قالَ ابنُ سِيده (?): الدَّخاريصُ من القميص والدِّرْعِ: ما يُوصَلُ بهِ البَدَنُ ليُوَسِّعَهُ، واحدتُها: دِخْرَصَةٌ ودِخريصٌ.
قالَ الرادّ: والذي يُوصَلُ به البَدَنُ ليوسِّعَهُ هو الذي تقولُ له العامَّةُ: البنائِق، فلم يضعوا إذًا الشيءَ في غيرِ موضِعِهِ، على هذا القولِ.
* * *
وقالَ أيضًا (?): (ويقولون للطائرِ: غُرْنُوق. والغُرْنوقُ والغِرْنَوْقُ والغُرانِقُ: الرجلُ الشابُّ الناعِمُ. فأمَّا الطائرُ فهو الغُرْنَيْقُ).
قالَ الرادّ: قد حكى الخليلُ (?) أَنَّهُ يُقَالُ لواحدِ الغَرانيق التي هي طَيْرُ الماءِ: غُرْنَيْق وغُرْنُوق، بضمِّ الغينِ والنونِ.