وأبو الطيِّب، وإنْ كانَ ممن لا يحتجُّ به في اللغة، فإنَّ في بيته هذا حُجَّةً من جهة أخرى، وذلكَ أنَّ الناسَ عُنُوا بانتقادِ شعره، وكان في عصره جماعةٌ من اللغويين والنحويين، كابنِ خالويه (?) وابنِ جنيّ (?) وغيرهما، وما رأيتُ أحدًا منهم أَنكَرَ عليه إضافة (آل) إلى المضمر، وكذلك جميع مَنْ تكلَّمَ في شعره من الكتَّاب والشعراء كالوحيد (?) وابن عبَّاد (?) والحاتِمِيّ (?) وابن وَكيع (?)، لا أعلمُ لأحدٍ منهم اعتراضًا في هذا البيت، فدلَّ هذا على أنَّ هذا لم يكن له أصل عندهم، فلذلك لم يتكلموا فيه.

و(آل) أصله (أهل)، ثم أبدلوا من الهاء همزة، فقيل: أال، ثم أُبدِلَ من الهمزة ألفٌ، كراهية لاجتماع همزتين. ودلَّ على ذلك قولهم في تصغيره: أُهَيْل، فردُّوه إلى أصله.

وحكى الكسائي في تصغيره: أُوَيلًا، وهذا يوجبُ أنْ يكونَ ألف (آل) بدلًا من واو، كالألف في باب ودار.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015