وكذلك قولهم للجالسِ بفنائه: (جلسَ فلانٌ على بابه) (?). والصواب فيه أنْ يُقال: جلسَ ببابِهِ، لئلا يتوهم السامع أنّ المراد به: استعلى على الباب، وجلسَ فوقَهُ.
وكذلك قولهم: (خرج عليه) (?) جِراحٌ. ووَجْهُ الكلام أنْ يقال: خَرَجَ به.
وكذلك يقولون: (رميتُ بالقوْسِ) (?). والصوابُ أنْ يُقالَ: رميتُ عن القوس، أو على القوس، كما قال الراجز (?):
أرمي عليها وهي فَرْعٌ أجْمَعُ
فإنْ قيل: هلَّا أجَزْتُم أنْ تكون الباءُ في هذا الموطن قائمةٌ مقامَ (عن) أو (على)، كما جاءت بمعنى (عن) في قوله سبحانه: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ} (?)، وبمعنى (على) في قوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ} (?).
فالجوابُ: أنَّ إقامة بعض حروف الجر مقام بعضٍ إنَّما جُوِّزَ في الموضوع الذي ينتفي فيه اللَّبْسُ ولا يستحيل المعنى الذي صِيغَ له