قال أبو بكر محمد بنُ حسن الزُّبيديّ (?)، رحمه الله:
(ويقولون: اللَّهُمَّ صَلِّ على محمدٍ وآلِهِ. والصواب: اللَّهُمَّ صَلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ).
قالَ الرادّ: هذا الذي ذكر هو مذهب الكِسائي، وهو أوَّلُ مَنْ قالَهُ، فاتبعه هو، وأبو جعفر النحاس على رأيهِ. وليس بصحيحٍ، لأَنَّهُ لا قياسَ له يَعضُدُهُ ولا سماع يؤيِّدُهُ لأنَّ إضافةَ (آل) إلى المضمر قد وَرَدَتْ بهِ عن العربِ الأخبارُ ونَطَقَتْ به الأشعارُ.
فمِن ذلكَ ما رَوَى أبو العباسِ المُبرّد في (الكاملِ) (?) أنَّ رجلًا من أهلِ الكتابِ وَرَدَ على معاوية، فقالَ له معاوية: أتجدُ نعتي في شيءٍ من كتبِ اللَّه؟ فقال: إي واللَّهِ حتى لو كنتَ في أُمَّةٍ لوضعتُ عليكَ يدي مِن بينِها. قال: فكيفَ تجدُني؟ قالَ: أجدُكَ أَوَّلَ مَنْ يحوِّلُ الخِلافَةَ مُلكًا، والخشونةَ لِينًا، ثم إنَّ رَبَّكَ من بعدِها لغفورٌ رحيمٌ.