أنه ألفه و " الحجر الأسود " عند القرامطة، فإنهم - أخزاهم الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق - انتزعوا الحجر الأسود في حج عام (317 هـ) . ولم يرد إلى مكانه إلا في عام (329 هـ) أي بعد وفاة الخرقي بنحو خمس سنين.
وقد حذا في ترتيبه حذو المزني في " مختصره " (?) .
وقد اشتهر مختصره في طبقة المتقدمين، والمتوسطين، وتوالت خدماتهم عليه، فكان الأشياخ في هاتين الطبقتين يتداولونه بالرواية: قراءة، وإقراء، وحفظا، وكتابة، حتى صار من مزايا المترجم له: الإشارة إلى حفظه المختصر وقراءته، وإقرائه، وكتابته، وكان أحمد ابن عبد الدائم " الحنبلي، المتوفى سنة (668 هـ) يكتبه للناس في ليلة واحدة.
وكان هذا المختصر سببا في انتقال أبي منصور الخياط، المتوفى سنة (499 هـ) من مذهب الشافعي إلى مذهب الإمام أحمد - رحمهم الله- في خبر يطول ذكره، لدى ابن رجب في الذيل: " 1/ 98 - 99 ".
وقال ابن البناء في مقدمة شرحه للمختصر:
" وكان بعض شيوخنا يقول: ثلاثة مختصرات في ثلاثة علوم لا أعرف لها نظيرا: " الفصيح " لثعلب، و " اللمع " لابن جني، وكتاب