لنا أَن أَحمد بن حنبل قيل له أيام المحنة: يا أبا عبد الله ألا ترى الحق، كيف ظهر عليه الباطل؟ فقال: كَلا إن ظهور الباطل على الحق أَن تنتقل القلوب من الهدى إلى الضلالة، وقلوبنا بعد لازمة للحق " انتهى.
وأَما الثاني " فهو ظهور أحمد السنة على أحمد البدعة، بالبرهان والحجة، وسقوط أَحمد البدعة، وتهافت شبهه، واختفاء مقالته، وهلك ابن أَبي دؤاد فى " سنة (240 هـ) ببغداد ولم يشهد جنازته مخلوق.
وصدق ابن المديني- رحمه الله تعالى- في قوله: " أَعَزَّ الله هذا الدِّين برجلين ليس لهما ثالث: أَبو بكر الصديق يوم الردة وأَحمد بن حنبل يوم المحنة " رواه الخطيب في: " تاريخه: 4/ 418 " وابن أبي يعلى في: " الطبقات: 1/13 ".
ونحوها عن المزني كما في: " السير للذهبي: 11/ 201 ".
* المحنة الثانية: مكيدة يديرها الحاقدون: بعد ثلاث سنين من إِخماد محنة القول بخلق القرآن، أشعل المفتونون، محنة ثانية للإمام أَحمد، من باب الكيد له، خلاصتها: أَن المتوكل كان يكره العلويين، ومن يؤويهم، فأَعلن أخلاف السوء أن الإمام أحمد: كان يؤوي علويًا من خراسان في داره، واستطاعوا بهذا تحريك المتوكل ضده سنة (237 هـ) فبعث له المتوكل بواسطة واليه على بغداد، فريقًا من الرجال والنساء، فكبسوا عليه في داره ليلا، يُفَتشُون عن وجود ذاك