والنتيجة الحكمية والعاقبة كانت لأَهل السنة: ظهر أَحمد السنة على أَحمد البدعة بالحجة والبرهان، وظهر أهل السنة على أهل البدعة، وظهر الحق على الباطل، وانتصر فقير المال على فقير الِإيمان، وفاز المقيد بالحديد، المضروب سِرًّا وعَلَناً، على المختال الماكر المترجل على بلاط الولاة، فارتفعت به رؤوس أهل السنة، وقمعت أَخلاف أهل البدعة؛ فلم يستجب للجهمية أَحد من علماء المسلمين، وكانت طرائقهم لرفضها متنوعة:
مقتول في سبيلها.
وآخر في سجن وعذاب.
وثالث مات حتف أَنفه متألمَاً.
ورابع أَجاب مكرهاً.
وخامس فرَّ من الفتنة واختفى.
وانفرد بالوقوف علنا في وجهها: الأَئمة. محمد بن نوح، حتى وافاه الأَجل المحتوم مقيدًا سنة (218 هـ) ونعيم بن حماد، المتوفى بالسجن بسببها في بغداد سنة (228 هـ) ويوسف بن يحيى البويطي صاحب الإمام الشافعي، المتوفى بالسجن بسببها في بغداد سنة (231 هـ) وأحمد بن نصر الخزاعي، المقتول فيها سنة (231 هـ) وأَحمد بن حنبل حتى تم له النصر المكتوب سنة (234 هـ) وقد توفي سنة (241 هـ) - رحمه الله تعالى-.