يعقد الولاء على الموافقة له، والبراءة على المخالفة له فيتخذه منفذاً للفرقة، وَبَثِّ الفتنة والتعادي بجعل المخالف خصما لدوداً، وخلافه مشؤوماً، والنفخ في الانتصار لمدرسة على أخرى لا للدليل وداعي الطواعية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، لكن للعصبية والهوى، حتى تطور هذا العداء إلى مواجهات من التنازع والاختلاف، والخصام والتدابر ثم جرَّت هذه إلى مواجهات عسكرية، ومن نظر في: " معجم البلدان " والبحر الرائق لابن نجيم الحنفي: (3/ 115) وغيرهما رأى من نماذج هذه المواجهات ما يأباه الله ورسوله والمؤمنون.

ومن هنا وجد المندسُّون في الصف الإسلامي فرصة لتشييد هذه المواجهات، تبديداً لوحدة المسلمين، وتفريقا لجماعتهم، فليحذر المسلم الولوج في هذه المضايق.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- في " الفتاوى 32/137 " في معرض بحثه بعض المسائل الخلافية الفقهية:

(وبمثل ذلك صار وزير التتر يلقي الفتنة بين مذاهب أهل السنة، حتى يدعوهم إلى الخروج عن السنة والجماعة، ويوقعهم في مذاهب الرافضة، وأَهل الِإلحاد ... ) انتهى.

ونحوه لدى ابن الوزير في: " الإيثار 375 ".

وقد وصلَ إلى بعض الكتب المعتمدة لأئمة كبار يُشار إليهم بالبنان في العلم والإيمان، نَفْثَةٌ بعبارات كان الأجمل: التحامي عنها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015