جمهور الناظمين في المدائح النبوية» (?) . ووجدت «فئة من الناس كانت تحفظ كثيرا من هذه المدائح وتطوف في البلاد تغني بما تحفظ وهي تضرب على العود والقيثارة وغيرهما مما يصلح في هذا المقام، تجمع الصدقات، فلا عيش لها الا من هذا العمل، ولا ربح لها الا من التغني بمدائح الرسول» (?) .

وهكذا تحولت المدائح النبوية عند عدد كبير من الشعراء الى تاريخ منظوم لسيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتلى في المحافل الدينية، أو مناسبات خاصة تبركا بهذه السيرة العطرة، مثل نجاة من ازمة او خلاص من مصيبة او كارثة، او حالات فرح وابتهاج مثل عودة من حج او زواج او ختان او شفاء من مرض او بناء دار او اعتلاء منصب او نجاح في اختبار.... وقد يكون في ذكرى رجل خير توفى قبل مدة ... ومثال على ذلك قول شهاب الدين محمود بن سليمان الحلبي (ت 725 هـ) من قصيدة عدد ابياتها مئة وواحد وثمانون بيتا (?) :

حملتك آمنة الحصان فلم تجد ... عب ءا كعبء الحاملات ثقيلا

وولدت مختونا وذلك آية ... لا تقبل التأويل والتعليلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015