حركتهم، فاستغل العباسيون ذلك، ووصلوا إلى الخلافة، وأظهروا أنهم أعادوا الحق إلى أصحابه الهاشميين، فسكت أبناء عمومتهم العلويون على ذلك في بادئ الأمر، لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن أبناء عمومتهم العباسيين يتنكرون لهم، فجددوا ثوراتهم للوصول إلى الخلافة.
ولما كانت الخلافة في جوهرها خلافة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في تولي أمور المسلمين، كان لا بد من أن يذكر الرسول الأمين في كل حديث عن الخلافة، وخاصة أن المختصمين حول الخلافة، ادعى كل منهم وراثته للنبي الكريم بطريق أو باخر.
وكانت مسألة وراثة الخلافة قد ظهرت في وقت مبكر، لكن الحديث عنها اشتد في زمن بني العباس، الذين رأوا أنهم أحق الناس بوراثة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأنه عند ما توفي صلّى الله عليه وسلّم كان عمه العباس على قيد الحياة، وهو الذي يستحق وراثته، في حين أن العلويين يذهبون إلى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خلّف ابنته فاطمة، فهي التي ترثه، ويرثها من بعدها أولادها.
وقد صال شعراء بني العباس وجالوا في الانتصار لا دعاآتهم، ومن ذلك قول ابن هرمة (?) :
تراث محمّد لكم وكنتم ... أصول الحقّ إذ نفي الأصول (?)
وقال مروان بن أبي السمط (?) موضحا مسألة وراثة الخلافة: