وأهيّف خطرت كالغصن قامته ... فكلّ قلب إليه من هواه هفا
كالسّهم مقلته والقوس حاجبه ... ومهجتي لهما قد أصبحت هدفا (?)
ولنا أن نتخيل المحبوبة التي ترمي مهجة محبّها بالسهام من عينيها، فقد نقلنا ابن حجر من الغزل ورقته إلى الحرب وقسوتها.
وحاول بعض الشعراء الإغراب في تشابيههم، بتصور أمور لا وجود لها، ربط فيها المادي بالمعنوي، وأقيمت علاقة بعيدة بينهما، مثل قول الباعوني (?) في مقدمة مدحة نبوية، مفسرا سبب سهده:
نومي بماء قراح السّهد مغسول ... فكيف يحصل لي من طيفكم سول (?)
فالشاعر جعل النوم شيئا يغسل، وبماذا يغسل؟ يغسل بماء قراح السهد، فهذا الماء يسبب قراح السهد والسهد لا يقرح، وإنما العين هي التي تتقرح، وكأنه شبّه العين بالسهد، أو أنه أراد بالسهد العين التي يصيبها السهد، فخلط بين الأشياء، طلبا للإغراب والإدهاش، ولتحصيل المرقص والمطرب من التشابيه.
ومن التشابيه التي وردت في المدائح النبوية وحملت الطابع المملوكي الخالص، تشبيه الزمردي (?) للحديث عن رسول الله بقول:
كأنّه سكّر يحلو مكررّه ... وكم حديث إذا كرّرت مملول (?)