قوله عليه السلام، صحة الوعد بالنجاح والفلاح بإذن الله رب العالمين، فأقام العبد منتظرا ما رآه في المنام من وعد الصادق الأمين.. إلى أن ألهمه الله تعالى أن يكتب ما يفتح عليه من العلم المبرهن، الدال على النصيحة والتذكرة) (?) .

فالكاتب قد يتعرض لنقمة أولياء الأمور، لكن تصريحه بأنه انصاع لأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يجعل أصحاب السلطان في حرج من أخذه بما يذكره في كتابه.

وقد أذكت هذه الرؤيا المتكررة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم الشوق إليه، والحب لذاته، وحرّكت قرائح الشعراء وألسنتهم لتمجيده ومدحه، علاوة على أن بعض روايات رؤيا النبي الكريم كانت لها علاقة مباشرة بالمديح النبوي، وكانت وراء قصائد عظيمة في المدح النبوي، مثل بردة البوصيري، واستمر شعراء المديح النبوي، يذكرون رؤياهم لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعلاقة هذه الرؤيا بمدحهم له.

وبذلك نرى أن ارتباط الناس في العصر المملوكي بالدين الإسلامي، وبروز المظاهر الدينية المتباينة المرتبطة بالأوضاع السياسية والاجتماعية، جعلت الأسباب الدينية من أهم الأسباب التي دفعت الشعراء إلى مدح رسول الله، والاتساع في هذا المدح اتساعا لا يقع تحت حصر، فاصطلحت الدوافع الدينية العامة في المجتمع، والدوافع الدينية الشخصية لكل شاعر على حفز الشعراء إلى الإكثار من المديح النبوي، ومشاركة الناس كافة في هذا الفن الشعري، وانفعالهم به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015