به، في شهر ربيع الأول، ويوم الاثنين منه.. وفي اليوم المذكور.. تفتح المواضع المقدسة كلها، وهو يوم مشهود بمكة دائما» (?) .

وقد جدّ المسلمون في البحث والتقصي عن آثار رسول الله وتكريمها، فعندما عثر الملك الأشرف على النعل الشريف «بنى لأجله دار الحديث المجاورة للقلعة، وجعله فيها، يزار في عصر الاثنين والخميس» (?) .

وكذلك فعل الوزير بهاء الدين علي بن حنا (?) ، حين عثر على بعض آثار رسول الله، واستخلصها بأموال طائلة، فإنه بنى لذلك «رباط الآثار.. وفيه قطعة خشب وحديد، يقال إنها من آثار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهي به إلى اليوم، يتبرك الناس بها، ويعتقدون النفع بها، وفيها قال الصلاح خليل بن إيبك الصفدي (?) :

أكرم باثار النّبيّ محمّد ... من زاره استوفى السّرور مزاره

يا عين دونك فانظري وتمتّعي ... إن لم تريه فهذه آثاره (?)

فهذه الآثار ما فتئت تذكّر الناس برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبضرورة اتباع سنّته، وتشعرهم بعظمته على بساطة عيشه وآثاره، وتثير مشاعر الشعراء لتمجيده ومدحه.

ومثل ذلك الظواهر الطبيعية التي لم يعتدها الناس كالزلازل والبراكين، فهي كانت وما تزال ترهب الإنسان، وتشعره بجلالة الخالق وقدرته، وتجبره على التوجه إليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015