نهدي السّلام لأهل الغور من ملح ... هيهات من ملح بالغور مهدانا
أحبب إليّ بذاك الجزع منزلة ... بالطّلح طلحا وبالأغصان أغصانا (?)
ويذكر عبيد الله بن قيس الرقيات (?) بعض منازل الحجاز في مطلع قصيدة له، فيقول:
ما هاج من منزل بذي العلم ... بين لوى المنجنون فالسّلم (?)
ويستذكر التّهامي (?) حبيبته التي تركها في الحجاز، فيقول:
أستودع الله في أرض الحجاز رشا ... في روضة القلب مأواه ومرتعه (?)
وكان التشوق إلى أرض الحجاز في بداية الأمر من أهله الذين ابتعدوا عنه لسبب أو لآخر، وخاصة عند ما يكون هذا الابتعاد قسريا، مثلما جرى لأبي قطيفة ابن أبي معيط، الذي نفاه ابن الزبير عن المدينة، فأظهر شوقه إلى المدينة المنورة ومعاهدها، وقبر الرسول الكريم، فقال:
ألا ليت شعري هل تغيّر بعدنا ... قباء وهل زال العقيق وحاجره
وهل برحت بطحاء قبر محمّد ... أراهط غرّ من قريش تباكره
لهم منتهى حبّي وصفو مودّتي ... ومحض الهوى منّي وللنّاس سائره (?)