للرسول يختلف عن وصف غيرهم له، فهو الغوث والقطب ومفيض العلوم ومنبع الأسرار، وغير ذلك من اصطلاحاتهم.

وأكثر ما يتضح الاتجاه الصوفي في المديح النبوي عند ابن زقاعة (?) ، فديوانه حافل بالقصائد الصوفية، ومنها قصائد في مدح رسول الله على طريقتهم، ففي إحداها نجد مقدمة طويلة في ذكر الأماكن المقدسة، ثم يصل إلى مدح النبي الكريم، فيقول:

أحمد الماجد الكريم المفدّى ... صاحب المكرمات والمعجزات

قلت لمّا رأيته في منامي ... يا رفيع العماد والدّرجات

يا طراز الجمال يا حلّة المج ... د وتاج العلا وكهف العناة

أنت عين الزّمان يا صاحب ال ... وقت وغوث الأنام في المعضلات

أنت سرّ الوجود يا كعبة الوج ... د وأمانا للخائفين والخائفات (?)

وتظهر قصائده ما يمكن أن يقوله صوفي من مواجد وغيبيات ورموز، وغزل وخمر، وتوسل، بالإضافة إلى مدح النبي الكريم على النحو الذي رأيناه، يضيف إليه أحيانا ما تواضع عليه شعراء المديح النبوي من معاني التفضيل والهداية، وذكر المعجزات، وبعض القيم التقليدية.

ومن الشعراء المتصوفة الذين مدحوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، الجعبري (?) ، الذي أظهر في قصائده الشوق والوجد، وأضفى على النبي الكريم كل الصفات التي مدحه بها الشعراء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015