وقد اختلفت مناحي انتقادات الناس للصوفية، فمنهم من انتقدهم في عقيدتهم، وعاب عليهم اتخاذ عقائد تباين الإسلام، أو تبدو غريبة عنه، مثل قولهم بالحلول ووحدة الوجود وغير ذلك من معتقداتهم ولذلك قال فيهم الطاهر الجزري (?) وهو من مدّاح البويهيين:

أرى جيل التّصوّف شرّ جيل ... فقل لهم وأهون بالحلول

أقال الله حين عشقتموه ... كلوا أكل البهائم وارقصوا لي (?)

فإلى جانب ما أخذه عليهم في عقيدتهم، هاجم طريقتهم في الحياة، فانتقد إقبالهم على الولائم وإفراطهم في الأكل، ورقصهم في مجالس الذكر، والذي اتّخذ وسيلة للتعبير عن انفعالاتهم الروحية، وطريقا للصفاء والاستغراق في الوجد.

ومثل ذلك ما قاله فيهم يعقوب بن صابر المنجنيقي (?) ، الذي ساءه لباسهم القصير وميلهم إلى شرب العصير:

قد لبسوا الصّوف لترك الصّفا ... مشايخ العصر لشرب العصير

وقصّروا للعشق أثوابهم ... شرّ طويل تحت ذيل قصير (?)

ويظهر أن طريقة المتصوفة في لبسهم وعاداتهم في الطعام والشراب، وانحراف بعضهم عن جادة الصواب تحت ستار التصوف، قد نبّهت الناس إلى ما ينطوي عليه التصوف، إذا ابتعد عن جوهره، من مخاطر على العقيدة والمجتمع، وخاصة حين يتخذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015