صلّى الله عليه وسلّم إلى عهدهم، وزادوا عليهم ببناء فلسفة تعطيهم القداسة المطلقة والعصمة، ولذلك يقول ابن أبي حصينة المعري (?) في مدح المستنصر الفاطمي:
لولا بنو الزّهراء ما عرف التّقى ... فينا ولا تبع الهدى الأقوام
يا آل أحمد ثبّتت أقدامكم ... وتزلزلت بعداكم الأقدام
لستم وغيركم سواء، أنتم ... للدّين أرواح وهم أجسام
يا آل طه حبّكم وولاؤكم ... فرض وإن عذل اللّحاة ولاموا (?)
وقد أفرط الشعراء الفاطميون في مدح خلفائهم، وجاوزوا بذلك الحد، وخلعوا عليهم صفات النبوة وأشركوهم فيما ذهبوا إليه من سبق الرسول الكريم بالخلق على كل الخلائق، وجعله علة الكون، ومصدر فيض الموجودات، وبدؤوا ذلك بتشبيههم بالنبي صلّى الله عليه وسلّم في جلالته وهيبته، مثل قول الأجلّ في مدح المستنصر:
جلالة هيبة هذا المقام ... تحيّر عالم علم الكلام
كأنّ المناجي به قائما ... يناجي النّبي عليه السّلام (?)
وثنّوا بإشراك آل البيت للرسول صلّى الله عليه وسلّم بالشفاعة، فتوسّلوا بحبهم للخلاص من الذنوب والعذاب، وفي ذلك يقول الأجلّ:
معشر حبّهم وطاعتهم حص ... ن لنا من عذاب نار السّعير
مدحهم في المعاد ذخري إذا أف ... لست من كلّ مقتنى مذخور (?)