مديح آل البيت من المديح النبوي، لأنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم علة تفضيلهم ومدحهم، بيد أن هذا الأمر يحتاج إلى نظر، لأن الشعراء الذين توجهوا إلى آل البيت بالمدح، لم يكن غرضهم مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنما جاء ذكره في هذا المدح، لأن آل البيت ينتسبون إليه، ولأن غاية ما يمدحون به هو علاقتهم بسيد الوجود، ولذلك نجد الشيعة من الشعراء أقل الشعراء مدحا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكأنهم اكتفوا بمدح آله، وعدّوا ذكره فيه مكافئا لمدحه منفردا، ومن هنا جاء التباين بين هذا الشعر وبين المدائح النبوية.
ولذلك لا يمكننا أن نعد القصائد التي مدح بها آل البيت من المديح النبوي، ففي الغالب تكون قصائد الشيعة دفاعا عن حق آل البيت في الخلافة، وتفضيلهم على من سواهم، وانتصارا لتوجه ديني، يضفي على آل البيت القداسة والصفات النبوية، بعد أن كان مدحهم في البداية لا يتعدى إظهار مشاعر الحب لهم، كما قال أبو الأسود الدؤلي (?) :
أحبّ محمّدا حبّا شديدا ... وعبّاسا وحمزة والوصيّا
فإن يك حبّهم رشدا أصبه ... وفيهم أسوة إن كان غيّا (?)
وكان الصحابة والتابعون المتشيعون لعلي بن أبي طالب، يرون في نصرته نصرة لدين الله تعالى، ويرون في النهوض معه جهادا في سبيل الله، ويظهرون نحوه مشاعر الحب والإجلال، كما قال هاشم بن عتبة المرقال (?) ، يذكر نفورهم إلى علي عليه السلام: